توتّر على تخوم السويداء شبح تغيير ديمغرافي سوريا حيان درويش الأربعاء 23 تموز 2025 تواصل «قوات العشائر» التحشيد في محيط
توتّر على تخوم السويداء: شبح تغيير ديمغرافي
سوريا
حيان درويش
الأربعاء 23 تموز 2025
تواصل «قوات العشائر» التحشيد في محيط محافظة السويداء (أ ف ب)
رغم دخول وقف إطلاق النار في محافظة السويداء حيّز التنفيذ منذ صباح الأحد الماضي، عقب نحو تسعة أيام من الاشتباكات العنيفة التي بدأت في 13 تموز، وما تبع ذلك من انسحاب «قوات العشائر» من مدينة السويداء، تواصل هذه الأخيرة التحشيد في محيط المحافظة، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار. ويأتي هذا وسط غياب أي خطوات جدّية من الحكومة الانتقالية لإجبار تلك القوات، التي تقول دمشق إنها لا تتبع لها رسمياً، على الانسحاب، وفقاً لمصادر من الفصائل المحلّية التي تشير إلى نيّة المجموعات المشار إليها تنفيذ هجوم جديد، يتركّز على قريتَي أم الزيتون وعريقة، حيث تتحضّر الفصائل المذكورة للتصدّي له.
وفي وقت أجلت فيه السلطات الانتقالية، صباح الإثنين الماضي، عائلات بدوية من السويداء، نفت مصادر قريبة من الرئاسة الروحية، في حديثها إلى «الأخبار»، اشتراط تهجير عشائر البدو كجزء من تفاهم وقف إطلاق النار، موضحةً أنّ ما طُرح في هذا الإطار اقتصر على مطلب حكومي بإجلاء بعض العائلات من قرى البدو في ريف السويداء الشمالي الغربي إلى محافظة درعا بشكل مؤقّت، في سياق اتفاق تبادل المحتجزين.
إلا أنّ هذا الإجراء تحوّل لاحقاً إلى عملية تهجير واسعة، أثارت مخاوف من وجود مساعٍ لإحداث تغيير ديموغرافي في المحافظة.
وكان أصدر المرجع الروحي لطائفة الموحّدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، تعميماً دعا فيه إلى الامتناع عن تداول أيّ منشورات أو مقاطع مصوّرة ذات طابع «طائفي» أو «استفزازي»، مشدّداً على أنّ «البدو والعشائر أهلنا، ويُمنع المساس بهم ويجب حمايتهم»، مضيفاً إنّ «كل من يخرج عن ذلك، نعلن تبرّؤنا منه». كذلك، وجّهت مشيخة العقل دعوات جديدة إلى العائلات الدرزية التي نزحت في الأيام الماضية للعودة إلى منازلها.
تتواصل عمليات نقل الجثث من المشفى الوطني في السويداء إلى ذوي أصحابها
وفي ظلّ حالة الانهيار الأمني والخدمي المتواصل، ووجود أزمة نقص خانقة في المواد الغذائية والطحين والوقود، تعيش السويداء شللاً شبه تام، في حين سُجّل قيام «قوات العشائر» بشنّ هجوم مباشر على صوامع القمح ومستودعات الطحين في أمّ الزيتون، توازياً مع منعها الفرَق الفنية من الوصول إلى المناطق التي طالها تخريب في خطوط الكهرباء قرب كناكر.
وإلى جانب ذلك، تتواصل عمليات نقل الجثث من المشفى الوطني في السويداء إلى ذوي أصحابها، في وقت لا تزال فيه هناك جثث مجهولة الهوية. وارتفعت حصيلة ضحايا الاقتتال إلى 1311، بحسب حصيلة جديدة أوردها «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في ظلّ تَواصل عمليات العثور على قتلى في الشوارع والمنازل في داخل المدينة.
وفي ظلّ العجز المحلّي عن التعامل مع الوضع الصحي جرّاء النقص الحادّ في المعدّات الطبية والأدوية، تستمر سياسة الابتزاز الإسرائيلية لأهالي السويداء. وفي هذا السياق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزارة الصحة في تل أبيب أنها أرسلت «معدّات طبية وأدوية إلى مستشفى السويداء»، وأنها «مواصلة الدعم في المستقبل». وقال المدير العام للوزارة، موشيه بار سيمان طوف، إنّ «إرسال المساعدات تمّ انطلاقاً من التزام إسرائيل تجاه إخوتنا أبناء الطائفة الدرزية». كذلك، أكّدت مصادر أهلية في السويداء، في حديثها إلى «الأخبار»، أنّ «طائرات مروحية إسرائيلية هبطت عدّة مرّات في الملعب البلدي داخل المدينة، ناقلةً أسلحة وذخائر».
إلى ذلك، نقلت قناة «الإخبارية السورية» عن مصدر أمني تأكيده أنّ اتفاق وقف إطلاق النار يُطبَّق في معظم مناطق السويداء، لافتاً إلى أنّ الخطوة المقبلة ستكون تنفيذ تهدئة شاملة، تشمل تبادل المعتقلين وإعادة الخدمات وعودة العائلات النازحة. في المقابل، أكّد مصدر قريب من الشيخ الهجري رفض الأخير لعودة المحافظ المعيّن من دمشق، مصطفى بكور، بسبب «ضلوعه في الهجوم»، مشيراً إلى وجود نقاش حول تعيين محافظ محلّي يكون اسمه توافقياً مع دمشق.
ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها